10 - 05 - 2025

عجاجيات| كأس العذاب الافريقية

عجاجيات| كأس العذاب الافريقية

كحارس مرمى قديم تشهد له ساحات وملاعب ميدان عابدين وضريح سعد وحارة السقايين بالكفاءة والبسالة فى الذود عن مرماه..أعلم أن الهدف أو (الجوووون) يأتى فى ثانية وقد يأتى فى لحظة سهو من الحارس أو الدفاع وقد يأتى من مهاجم فنان فشلت كل الحيل لإيقافه، وقد يأتى حتى بقدم أو رأس أحد المدافعين كنيران صديقة غير متوقعة.. وكرياضى قديم أعلم أن الرياضة مكسب وخسارة وان أعظم الفرق فى كل الألعاب تكسب وتخسر، وان المكسب أو الخسارة فى مباراة ليست نهاية العالم.

لكل ما سبق تقبلت بأسى هزيمة المنتخب المصرى أمام جنوب أفريقيا وتوديعه بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم من دور ال 16، غير أن ما اوجع قلبى هو حالة الحزن التى انتابت ملايين المصريين الذين يتطلعون للحظة فرح.

وازداد حزنى مع رؤية مستوى أداء بقية الفرق فى دور ال 16 ودور ال 8 ، خاصة وانا اقارن حماسها واجتهادها حتى آخر ثانية مع أداء منتخبنا، وعندما اقارن بين فكر وخطط مدربى هذه الفرق، وفكر وخطط مدرب منتخبنا القومى صاحب الأجر الأعلى بين كل مدربى المنتخبات الأفريقية والذى يبلغ 108 الف يورو شهريا- بالصلاة على النبي- رغم أننا دولة فقيرة جدا ومواردها شحيحة.

وازداد حزنى عندما جاءت الأخبار والتسريبات تترى عن فساد اتحاد كرة القدم المصري على خلفية عمولات وسمسرة ورشاوى.. تساءلت أين كانت الأجهزة الرقابية ؟! وهل كانت الدنيا ستتحرك وتوجه السهام لاتحاد الكرة لو فاز متتخبنا بكأس الأمم الأفريقية؟! أليس هانى أبوريدة رئيس الاتحاد هو من قدم هدية لفخامة الرئيس السيسي وهو يلتقى بلاعبي المنتخب قبل انطلاق البطولة، ويقول لهم أهم من اللعب كيف سنقدم نفسنا للناس لمصر وللعالم؟! وتساءلت أين كانت الصحافة الرياضية مما يحدث فى اتحاد الكرة، ولماذا لم تأخذ حبوب الشجاعة واندفعت لتعرية اتحاد الكرة إلا بعد الهزيمة فقط؟!

فى رأيى المتواضع، أن الشجاعة المتأخرة جبن، والصراحة بأثر رجعى انتهازية، وسن السكاكين على ذبيح حماقة.. يبقى أن أوجه الشكر لفريق الجزائر الشقيق الذى رفع رؤوسنا بمستواه الرائع من أول مباراة لآخر مباراة، والتحية موصولة لمنتخب تونس الشقيقة الذي استفاق واستعاد توازنه.. والتحية للاعب والمحلل الرياضى رضا عبدالعال صاحب التوقعات الصادمة والصادقة، والذى تكلم بشجاعة قبل أن تقع الفأس فى الرأس، وقبل أن يمارس البعض الشجاعة بأثر رجعى.
----------------------
بقلم: عبدالغنى عجاج 

مقالات اخرى للكاتب

عجاجيات | الرقص فى المترو